إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الأحد، 26 أغسطس 2012

32
وكانت المرة الأولى التى تقول فيها "ابن عمي" وكأنها تعترف به اليوم.
فلابد من أن كلام حسين اليوم معها كان مختلفاً على نحو جعلها تتعمق في معناها داخل روحها الأمر الذي لاقى تغييراً جذرياً لديها وهي تعلم أنها تضحك على نفسها ولكن ايمانها بحلمها جعلها تتصرف بلا عقل " تُرى أتكافيء شاديه حسين على ما فعل من أجلها بالزواج منه!!!"
ان صدقت أنت فأنا لن أصدق.
حتى اعتقدت أنها كانت تُعاني من "عمى فكري" نعم قد يبدو مفهوماً جديداً الا انه يبدو في محله كونها لم تستخدم عقلها في تأمل هذا الانسان أمامها الذي رفضته فكرياً ونسيت أن  الباديه لم ترحمه من جبروت قسوتها .
وحين نفى زواجها منه ايزاء دخولها الجامعه كانت  قُدّمت له على طبق من ذهب ولكنه هذا الرجل الشرقي الذي يملك دماء حاميه تجري في عروقه لايقبل الا أن يكون زوج حواااء التى تريده  به كما هو لا غصبانيه ولا اجباراً.
ولكن هناك نقطة انتبهت لها شاديه رغمـ عشقه لها فهو  متمسكـ  بعدم أخذ قرار الزواج عنوة "تُرى ماذا يعني له الزواج  اذا كان ليس ارتباطاً فقط!!!"

ربما أثار اعجابها ولكن يلزمها الكثير ليوازي حبها له بحور هواااه العنيدة ,,,نعم هي أيقنت أن هناك اشارة بداخلها تقول وبصوت عالِ :" حسين هو ما أتمناه زوجاً لي وهو المناسب ولكن لا يكفي للارتباط به في هذه الأوقات أريد أن يتأكد لدي هذا الشعور ويلمس جذوراً عميقه بداخلي.
وذلك مؤشر جيد كون هناك صدى يتردد داخل روحها يقول : أريده ولكن مازال هذا الصوت منخفض .
31
ان أردتِ أن تكملي دراستك في الجامعه ستكملينه وعلى مسؤوليتي الشخصيه لا تقلقي!
نظرت اليه نظرة متفحصه وبدا جديّا في كلامه حتى أنها لم تعي تفهم ما تفعل او ما تقول .
اقترب منها قليلاً وأمسك ذراعيها وبهدوء قال:
- ستدخلين الجامعه ولا دخل هذا بالزواج مني.
أريدك أنتِ وبقرارك أنتِ وغير ذلك لن أقبل ..
بدا كلامه صارماً واضحاً لا يقبل الشك أو الحيرة وحاولت أن تتكلم الا انه منعها وقال:
- لنغادر .. نامي جيداً أمرك أصبح في يدي.
أصبحت الباديه كلها تتحدث عن شاديه وحسين وفي هذه الليله خلدت حمدة الى غرفتها ودخلت عليها أمها ..وكانت غاضبه :
- لن أدعكِ تتزوجين من حسين.
لم ترد عليها شاديه وبدت وكأنها تفكر بعيداً وطويلاً.
قبل فترة لمّحت لها أمها بأنها تريدها أن تتزوج من ابن خالتها (خالد) الذي كان يسكن في المدينه غير أن شاديه لم تعطي الأمر اهتماماً فهي مازالت تعتبرنفسها في بداية الطريق .
الأمر الذي بدا وكأن شاديه لا ترفض حسين زوجاً بل انها ترفض هذا الأمر كلياً في هذا اوقت على الأقل .

- سأتزوج حسين .
هكذا قالتها ببرود شديد وهي ما زالت سارحة الفكر .
- ماذا تقولين ؟
- كما سمعتي أمي.
- لا لا بد أنكِ تمزحين ولا تهتمين سوى للجامعه وكما يبدو أنكِ فقدتِ عقلك لأجلها,,, لن أسمح لكِ ..
وأخذت أمها تصرخ بها وتنهرها وهي لا تبالي ولا تمزح أخذت قرارها وربما بلا تفكير حتى قالت:
- أماااه أنا أعي ما أقول سأتزوج بحسين ابن عمي .

الجمعة، 24 أغسطس 2012

30
وجاء المساء وكان يدندن بمزماره وهو يعلم جيداً أن شاديه ليست جاهزة لتكون زوجته المستقبليه هذا فضلاً على أنه لا يريد أن تظهر صورته أمامها وكأنه استغل الأمر لصالحه فيقوم باجبارها على الزواج منه .
وان كان يعشقها فلا يريدها الا وهي تريده بالمثل .

- مساء الخير.
- هلا مساء النور.
- كيف حالك؟
- سعيد برؤيتك.
صمت للحظات ولاحظت شاديه صمته الأمرالذي ساور الى قلبها الشك في أن يكون حلمها تحطّم في حين هو يتمنى الموت على أن يظهر خائبا ً  أمامها .
-وافق المختار على أن تلتحقي بالجامعه .
لفظ كلماته تلك فجأة وبشكل مباشر للحظات .. شعرت شاديه بالدوار والهذيان كونها لا تصدق وم تتوقع ولكنها بدت على ملامحها الفرح والسرور ولكنه أكمل قائلاً:
- ولكن بشرطين ..
وحين قال لها  هذا الشرطان بدا لها الأول وكأنه هين والثاني صعباً بل انه تحدي ..
ومازال يكمل حديثه ليقول :
- لن أجبرك ع الزواج مني.
قالها غير مكترث وكأنه يجرح نفسه ويعترف أمامها بأنه يعرف أنها لا تريده ولا تفكر به في الوقت الحالي.
صمتت ثم قالت:
- أنا لا أرفضك وبدت وكأنها تلطف الأجواء حتى لا تجرحه بحركة واحدة منها ولكنه قاطعها:
- لا تبرري ... ولا داعي لذلك.
29
واذا  كان من مصلحة الجميع زواج حسين من شاديه اذن سيلعب حسين على هذا الوتر .
وحين رآهم لا يحركون ساكناً تبادرت الى ذهنه فكرة هائله فقال:
" ان رفضتموه سأرفض زواجي بشاديه "
يا للهول ماذا يقول؟؟
لا أحد يصدق ..عمّت الفوضى والضوضاء في المكان حتى صرخ المختار .....هدووووووء.
- أنت تتحداني حسين ! ولابد أنك جُننت.
صمت حسين لكونه جاداً في الأمر حتى أشار عليه كبار الباديه ليتشاوروا قليلاً .
طوال الوقت كان حسين صامتاً متأهباً فهو يدرك ماذا يفعل  وهو بصدد كسب ثقة من ستكون زوجته المستقبليه .
وقال المختار:
- أوافق ولكن ... بشرطين .
تهلل وجه حسين فرحاً وقال بقوّة :
- وما هما؟
- ستكون أنت المسؤول الأول أمامي اذا تسببت بوجود مشاكل .
- والثاني؟
- أن تتزوج بشاديه قبل ذلك .
انصدم الجميع من الشرط الثاني وكأن الأمر يكون اجباراً ومفاجئاً رغم تمني الجميع لذلك ولكن لن يتمنوه بهذا الشكل .
صمت حسين وقال :
- أقبل بالأول وأرفض الثاني .
وبنفس الحدّة قابله المختار - انس الأمر برمته مرفوض اذا لم يتحقق الشرطان معاً .
ولكن حسين  لن يخرج من هنا الا ومعه الموافقه فقال:
- لا أريد أن أفرض نفسي عليها وأنت تفهمني يا مختار!
وانفضّ المجس وذهب كل الى عمله غير أن حسين لم يكن بدرجة لتركيز التى تجعله لينجز أعماله فذهب الى خيمتها يسأل عنها فقالوا له انها بالسوق تبيع اللبن كعادتها فترك لها خبر أن تأتيه في المساء هناك حيث يرعى غنمه.

الخميس، 23 أغسطس 2012

28
وجاااء المساء واجتمع كبار الباديه ودعاهم الى تعطيل  كل مشاغلهم ايزاء ذلك وكان هناك أبا شاديه وأعمامها , تشاوروا طويلاً ومطولاً وهذه المرة الأولى الذي يسمع فيه أباها أنها تريد أن ترتاد الجامعه فتفآجأ ولكنه أخفى ذلك لحكمته .
وأجمـــع الجميع على الرفض كونه ستغار باقي الفتيات وينتشر دخول بنات الباديه الجامعه الأمر الذي سيجعلهن يفكرن بتأجيل أمر الزواج في سبيل العلم..  ومن المتعارف على الباديه بقدسية عاداتها ومن ضمنها الزواج المبكر الذي يصون كل فتاة ويؤهلها لتكون عائله ولاشيء ألإضل من ذلك , ولكنها تبقى وجهة نظر عى أي حال.
وهمـّ المختار باصدار قراره الذي لا رجعة فيه ولكن حسين استوقفه كأي رجل شرقي تستفزه دماؤه الحارّة وتلك النخوة العربيه التى لا تقبل بالتهميش ناظراً الى الجميع وبصوته الهاديء المتزن قااال:
-أمس تحدثتُ اليها يقصد شاديه وبدت لي سعيدة وكأنها تستنجد بي وتضع كل ثقتها بي ولأني أردت ُ أن أثبت لها أن لي كلمتي وعدتها بأنني سأحقق حلمها رغمـ  رفضي لهذا الحلم واعتراضي له ولكنها بدت متحمسه لدرجة أنها كادت تعطيني ما أشاااء  فقط وفقط اذا حققته لها .

ودّوى هدوووء عمّ الخيمة الكبيرة بأكملها وعلامات التعجب باديه على وجه الجميع .
ويبدو أن حسين لعبها جيداً الأمر الذي جعل بل أجبر الجميع على التفكير في الأمر مرة أخرى ووفقاً لمبدأ الاحتمالات  بات احتمال الموافقه موجود وهنا نلاقي شعاع أمل انبثق من بعيد أنار جزء من ظلامها وتبقى أمسياتنا عامرة بالتحديات  ننتظرك حسين في عنفوانك وشهامتك وتذكّر " أن الموت  شهامه  ووسام  بطوله لأجل من نحب ".
27

وأكمل قائلاً : - سأحقق لكِ حُلمـــــــــــــــك .
بدت تلك الكلمات وكأن شاديه لم تسمعه حتى نظرت اليه بجديّه وصرخت ماذا قلت؟
- أعاد عليها كلمته وقال: سأحقق حلمك.
ولكن لابد أن تنجحي فيه .
قالت مسرعه :  لا عليك لا عليك ..فقط أعطني الموافقه ولن أخيب ظنكـ أبداً أبداً .
ثم أدركت  وسألته متلهفه : - ولكن كيف؟
- اتركي الأمر قلت لكِ سأحققه فلا تققين وثقي بي أكثر قليلاً .
فانتبهت على نفسها _ بالطبع أثق أثق بك .
كان غيثاً أصاب روح شاديه وعنفواناً وخطوة جريئه منه أتساءل هل حسين على قدر كلمته أم أنه سيتآمر على الوضع ويبين لها بالبرهان أنه لا ينفع حدوث الأمر بهذه السهوله .
شكرته كثيراً ولكنه واصل ضحكاته كونه يراها لا تعرف ماذا تفعل من شدة الفرح وكأنها بالفعل حصلت على ما تتمناه .
وعدها بأن تدخل الجمعه ولكن له شروطه وعليها الموافقه عليها ولابد وأن يفتح الأمر مع المختار أولاً في نفس اليوم توجّه مباشرة الى المختار وفاتحه بالأمر الذي لاقى الكثير من التعصب والغضب من قبل المختار واغتاظ كثيراً , كونه يعتبر شاديه دوماً تتحداه هي وأمها , ولكن حسين صمم على انه سيتكفّل بالأمر ولن يتسبب بأي مشاكل وسيكون المسؤول الأول أمام الباديه كلها .
وانتقل حسين من العند مع شاديه الى عند أكبر مع رأس يابسه كرأس المختار .
ورغمـ أن حسين لايريدها أن تدخل الجامعه ولأنه بناءً على رغبتها وكم رأى بأم عينه شدة فرحها لم ينس أنه وعدها بذلك فهو اليوم مصمم على ألا تنكس كلمته ووعده لها فأخذ الأمر على نفسه .
امهله المختار هذا المساء بعقد اجتماع مع كبار الباديه للمشورة في هذا الأمر وبعد ذلك عليه تقبل الأمر , فالمختار واثق أن الجميع سيوافقه .
26
ذلك أن أمور الباديه يجب أن تتم تحت موافقه المختار والاّ لن يحدث شيء حتى لو صرخت  عالياً تطلب النجده لا مجال لا مجال .
قابت شاديه حسين في اليوم التالي وفي المساء كان يرعى غنمه ويدندن بمزماره فاتحته في موضوعها الذي أتعبها كثياً ولكنها لا تمل لا تمل .
- أراكِ مصّره !
- نعم ..أنا كذلك.
فكر قليلاً :
- ولكن ستيتعدين كثيراً .
- كل بدايه صعبه وباكماني تدبير أموري .
غير أنه لم يقتنع فقد بدت له متلهفه لدخول الجامعه واقى هذا صعوبه لديه في تقب الأمر وحاول أن يشرح لها أن هذا سيتسبب بالكثي من المشاكل التى لن تصمد للنهايه وسترديها أرضاً لربما لا لا بل بالتأكيد.
غير أنها نظرت اليه واكتفت بقولها :
- ولكنك يا حسين تعرفني جيداً .
- أنا لا أٌصدمك بكلامي شاديه ! كل ما في الأمر أن الجامعه مختلطه ووجودك بينهم قد يثير صعوبات أنتِ في غنى عنها .
- ولكني أعرف تماماً هدفي فلماذا أحيد عنه ؟
وفي ضوء هذا الحوار المشحون بالعند وحين يتصدى كلاهما بنفس الأسلوب نجد من الصعوبه التنفس بسهوله وقال:
 - يبدو أن هذا حلم يراودك!
واصلت الصمت وبدا عليها الشحوب ثم قال:
- فوراً أزيلي تلك العلامات ..ولكنها لم تفهمه ..
- أي علامات؟!!
- تلك التى أراها على وجهك ..علامات الشحوب شاديه!
ابتسمت فبدت عيناها السوداويتين وكأنهما يضحكان ثم ضحك وقال:
               " هكذا أريدكـ دوماً مبتسمه".

الأحد، 19 أغسطس 2012

25

تلك الحركه من شاديه كانت مقصوده ومدروسه جيداً فهي بذلك تحاول الاندمااج مع المجتمع بأكمله وتحاول تشتيت تلك الأفكار حولها على أنها لا تعجبها  حياة الباديه وما يحدث بها كون أمها من المدينه.
ولكن حسين نهض على عجله منه دون أن ينتبه الى ملاحظة الجميع ليلحقها ..
- شاديه.. انتظري..
نظرت شاديه خلفها وقالت :
- نعم..
- سعيدُ لأني أراكِ أمامي ..
صمتت وظل ينظر اليها بنظرة متفحصّه ..
- عن اذنك ..
- دعيني أوصلك ..
ومضيا معاً حتى وصلت الى خيمتها ثم قال:
- أعتذر لأنني لم أستطع رؤيتك هذا المساء .
- العفو, فالمكان بالفعل مزدحم .. لا عليك.

ثم همّت بالدخول .. فمسك ذراعها ثم تركها سريعاً ...- أتريدين شيئاً؟
ابتسمت وقالت: - لا لا ,,  سلامتك .

هناك ثورة في صدره يريد معرفة ما  يختلج صدرها تجاهه غير أنها بدت  تلك التي تثير علامات استفهام كثيرة حولها ولا تريح باله البته ..
وهو يفهم أن شيء كهذا لابد له من الصبر والتأني وكأنك تقوم بطبخة على نار هادئه فاذا كنت تريدها رائعة المذاااق لا تسبب لك مغصاً فعليك أن تتعب قليلاً لابل كثيراً.
والا فلن تنال ما ترضاااه.
في تلك اليله أخذت شادية تفكر كيف تقنعه بطريقه لا تعلق عليه أبواب الرفض جميعاً ليتحدّث هو بشأنها الى المختار .
اممم تبدو لي فكرة جميلة وممتازة وترى هل  سيقتنع حسين أولاً  حتى يكفي اقتناعه ليُقنع  المختار ؟