إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الثلاثاء، 31 يوليو 2012

أعتذر  منك  ر وايتي  وعلى تقصيري  في حقك  ,,,
سألاقيكِ  بعد شهر رمضان  المبارك

الى حينها سأشتاق اليكِ....

a7la wrod 12 باقات ورود جميلة

الخميس، 19 يوليو 2012

24

واصلت المشي حتى أنها رأت حادث مرّوع وقع والمكان مزدحم فحاولت فهم  ما الأمر فاذا به أحد الأطفال غرق في مياه الوادي أمس ...  وأمه المسكينه كانت تبحث عنه حتى وجدته ميتاً مثل هذه الحوادث وتلك تحدث في السنه آلاف المرات ورغم حرص الجميع على ألا تقع وأن تخف هذه النسبه من الحوادث الا أنها تقع وباستمرار قد يرجع هذا الى أفكار قديمه وخرافات آمن بها البعض..
في المساء عمّت الأجواء مظاهر الاحتفال هههه  تبدو لي متناقضه ولكن هذا ما يحدث حقيقه فهذا عيد  الأضحى على الأبواب منهم من أعد كل أنواع الكعك والبعض ينتظر بيع ماشيته فهذا الموسم يكفل لأن يؤمن الكثير من المال .
كانت أمها قد أعدت أنواع كثيرة من الكعك ساعدتها شاديه وجاراتها في اعدادها ..
كانوا الشباب في هذا الوقت مجتمعين في خيمة المختار وبأقداح القهوة عمّت الفوضى والضجيج ولكن كان المرغوب فيه ...حتى أن شاديه طلبت من أمها أن تأخذ القليل من الكعك لتلك الخيمه والتى جلس فيها حسين نظرت اليها أمها بشيء من الغرابه وقالت:
- دعكِ من هذا....
ولكن احدى  جاراتها  قالت :  - ولما لا؟ ... هيا يا ابنتي  خذي هذا الكعك وأوصليه  الى الخيمه  وتعالي بسرعه...  نظرت الى أمها فأشارت اليها بالموافقه .. ارتدت شاديه خمارها ورتبت هندامها وأخذت الكعك الى خيمة المختار وكان غالبية الرجال  مجتمعين هناك ..
- مساء الخير ..هذا الكعك أعدته أمي  ...تفآجأ حسين من وجودها ونظر الجميع اليها فقال أبيها - شكراً يا ابنتي.
ثم أعطته لأبيها وغادرت فوراً.
             23

لا تمنني  علي .. حاولت الدفاع عن نفسها وبدلاً من أن تكحل العين بالطريقه الصحيحه قامت بافساد الأمر كلياً ثم تركها غاضباً.
جاءت بعد قليل شاديه تتفقد ماذا حدث بالموضوع غير أن أمها نظرت اليها وقالت:
- انسِ الأمر قليلاً لا أعرف ماذا دهاه  أباكِ...
أدركت شاديه عمق المشكله التى ستوضع فيها ولكنها لن تتراجع فهذا ليس من عاداتها  واذا الأمر  يستحق  فيستحق أيضاً  التعب والأرق والقلق  ضريبه بسيطه ايزاء تحقيقه .
ذهبت شاديه لتتوضأ وتصلي ركعتين بنية التوفيق رافعة يدها الى السماء -ربي رجوتك  ساعدني!
هكذا أكملت شاديه ليلتها وقالت:  ...سأصبر ولكن لن يجعلني هذا أفقد الأمل  ..
في صباح اليوم التالي بدا الحزن على أبيها يعلن موسم  المشاحنات  وتقلص روح المناقشه فأدكت أن عليها أن تتوقف قليلاً كون الغضب  لا يجعل أباها على ما يُرام...فأمس  كان أشبه باهانه حقيقيه  تعرض لها أباها من أمها ,فكم ملّ سماع مثل هذا الكلام وحياة المدن وحياة الباديه التى لا تعجبها وتلك الأفكار المتخلفه التى قد تأخذ من العقل الكثير  لتضعه على جرف هاوِ والأساس في ذلك الجهل بل والتعمق فيه .
- صباح الخير أبي...
- صباح الخير  ... يا ابنتي وبدا وكأنه بالفعل يسكن قلبه الكثير من الضيق .
ارتدت شاديه خمارها وأخذت اللبن لتبيعه كل صباح كالعادة وفي طريقها التقى بها حسين فرّد عليها الصباح على حين عجله منه .. فهو لا يحب التأخر على عمله بالرغم من أنه صاحب العمل ...
ووعدها أن يلتقيها هذا المساء.

الأحد، 15 يوليو 2012

22

حاولت أن تتذكر غير أنها قالت:
- اعذريني يا ابنتي فوالله العتب على كبر السن.
- لا عليكِ..  فأنا سعيدة لرؤيتك بأفضل حال.
فقامت بشراء بعض اللبن منها ثم غادرتها وهي تبتسم اليها .
أخذت شاديه تتأمل ذهاب واياب الناس من حولها وعند اقتراب المساء ووشوك الشمس على المغيب تبدد الزحام وسط الظلام وسكنت العصافير أعشاشها .
في هذه الليله جلست  شاديه مع أمها تتناقشا وقد بدت أمها قريبه منها لدرجة أنها تستطيع اخبارها ما لا تستطيع أي فتاة تتحدث به ... الأمر الذي يُسهل كثيراً على شاديه أن تبوح بكل ما في داخلها ..
- أريد أن أدخل الجامعه.
- ولما لا؟
- توقعت أن توافقي ولكن أبي قد يُعارض .
- لا لن يُعارض.
- أنسيتِ أمي القبيله وأهل الباديه؟!
-لم أنس....  فهذا كل ما يُضايقني سأجعلك تلتحقين بأكبر الجامعات لا تقلقي.

بدت أمها متفهمه لدرجة أنها توقعت أن تذهب الى الجامعه غداً... وفعلا لم تتأخر أمها في أن فاتحت أباها في هذا الأمر ولكن بدت الفكرة صعبه على أهل القبيله في تقبله ...- وان لم تتعلم فهي ستتزوج بحسين  الذي لن يجعلها تحتاج الى شيء.
- ماذا أفهم أتعارض؟؟
- لا ولكن لاداعي ..كونها ستكون ربة بيت .
رفضت أمها الفكرة كلها وأخذت تتأفف القبيله .. القبيله   ..حسين... والباديه... وأمور الدنيا  والله اني مليت يا ناس مليت!

هكذا صرخت حتى أثارت انتباه زوجها ...- ماذا دهاكِ؟!
حاولت وانتبهت على نفسها وقالت:
- أتذكر حين خطبتني وأنا أعيش هناك في المدينه وكاد أبي يرفضك كونك من الباديه....قاطعها قائلاً:
- ماذا تحاولين أن تقولي؟

الجمعة، 13 يوليو 2012

21 
حسين يتمنى لو ينول رضاها وكم هو قاس مع الجميع الا أنه يكون كالطفل في حضورها وشاديه يشغلها أن تكمل تعليمها ولا تريد أن تكون أقل من زميلاتها بالمدرسه .
البقيه تنتظر في حقيبة الغد ومع كل شمس هناك دوماً لغزاً يشرق اثر حرارتها فيكشف جوابات كثيرة لأسئله أكثر.
قد يكون الصبر متعب ولكن جماله يكون حين تكون النتيجه تأتي لتنسجم مع أمانينا وأحلامنا .
كان يوم أمس اليوم الأسعد بالنسبة لحسين ويبدو أن شاديه تحسنت قليلاً حين وجدته يستمع اليها ووجدت نفسها ولأول مرة تفكر بحكمه.
وجاء الليل بظلمته الموحشه فكان للسهر هذه الليله طعمه الخاص .. كل يفكر فيما يخبئه الغد من مفآجآت .
وفي صباح اليوم التالي بدت الباديه مزدحمه والأصوات تتعالي باكراً.. فموسم الأعياد يقارب على المجيء والجميع في تأهب واستعداد لاقامة المهرجانات وشراء الأضاحي.
جلست شاديه تبيع اللبن فمرت بها تلك السيدة التي سبق وأن اشترت منها وقد بدت سعيدة عن تلك المرة الفائته ..
- أراكِ اليوم سعيدة!
بمزيد من الاهتمام قالتها شاديه.
بدت ملامح التفاجيء على تلك السيدة بوضوح -  الحمد لله يا ابنتي.
- أتذكرينني ؟  أنتِ اشتريتِ مني اللبن قبل أسبوع .
20

- نعم أنا بخير ولكن ماذا كنت تفعل تواً؟
هي تقصد هذا المزمار الذي بيديه ثم انتبه على نفسه وقال:
- نعم .. نعم هذه هوايتي منذ أن كنت صغيراً .
أشعر وكأن الغنم تسعد لسماعها بعضاً من دندناتي .
ضحكت مطولاً ثم قاطع ضحكاتها ..
- أتمنى يوماً أن تسعدي أنتِ باحداهن .
- دندناتك كثيرة ؟
- نعن .. نعم...
وهكذا بدا الحديث بينهما على غير عادة وبشكل ملفت للنظر بعض الشيء فلا جدال ولا عناد ولا انزعاج ...كان حسين الاسعد وكان يدور بباله سؤال يتمنى لو يعرف جوابه..فقال...
- هل تحبينني؟
نظرت اليه ثم نظرت الى أسفل قدميها وبقيت صامته حتى سارع وقال:
- يبدو أني تسرعت لا أريد ازعاجك فجلستنا هذه نقطه سأتوقف عندها  كثيراً .
لا أريد جواباً على سؤالي .. ربما لاحقاً سأعرف وبدا عليه الانزعاج وصمت هو الآخر حتى نظرت اليه وكأنها تتودد اليه وقالت:
- اذا أجبتك على سؤالك هذا فلن أكون سوى صادقه وصريحه ولأن جوابي قد يزعجك فدعها للوقت....

فهم حسين ما أرادت شاديه قوله وقال:
- لا عليكِ..
-ولكن ... يبدو الوقت كفيل بأن يجيب لأنني بالفعل لا أعلم ان كنت أحبك..أقصد حقيقة شعوري تجاهك.
حاول حسين تبديد تلك الغصه وقال:
- انسِ الموضوع قليلاً ..والوقت سيجيب .

قالت: - اسمعني بعضاً من دندناتك.
فبدا سعيداً وهو يعزف فلطالما تمنى هذا اليوم وهذه اللحظه لتكون هي من تسمع دندناته فيبث بذلك شعوراً حسناً بداخلها.
19

ربما لديها الحق في ذلك لانه دوماً يعنفّها بعد أحاديثها معه ولكنه أيضاً له الحق لأنها تستفز ما بداخله بأفكارها تلك التى لا يحبها .
وجاء وقت المساء وعلى مزماره أخذ يدندن قطعه مختلفه عن الأمس وعينيه على غنمه يحرسها من الوحوش والذئاب وهو مندمج وفجأة جلست احداهن بجانبه نظر فاذا به شاديه ...
همس .....- شاديه؟!
ورسمت علامات استفهام كثيرة وعلامة تعجب كبيرة على وجهه ..
- نعم ..
مازال لايصدق عينيه فرغم قسوته فلديه قلب ينبض بحب وطيبه ..
- أتريدني أن أسمع كلامك؟
دعنا نحسن أسلوب حوارنا معاً ما رأيك؟
نظر اليها بجدية وحزم ...- بالتأكيد سأكون سعيداً .
-أتريدني زوجتك المستقبليه ؟
مازال ينظر اليها وكأنه يتلقى صدمه تلو الأخرى مهلك شاديه!
فحسين لايستطيع احتمال المزيد من الرقه أولئك الرجال أمامهن ضعفاء ومع زيادة جرعات الرقه ينهارون !
- ههههه   مابالك؟
نظر وكأنه يراها ولأول مرة تضحك معه.
- أول مرة أراكِ تضحكين!
- ألا تحب أن تراني أضحك برفقتك؟
- بالطبع  .. بالطبع  أريدك وهذا ما أتمناه همت بالدخول في الأمر وبقي فكرها شارد ولكنها لم تجد أن الدخول بهذه السرعه في الأمر أمراً جدياً أو يوحي بالحكمة ...حتى قطع شرودها قائلاً:
- أأنتِ بخير؟؟

الأربعاء، 11 يوليو 2012

18
ثم مشى بجانبها وهي صامته حتى أوصلها الى خيمتها وغادر دون أي كلمة ..فكرت شاديه في تلك الليله لو أنها تتناقش معه في مسألة التحاقها بالجامعه وتستخدمه كطعم لها ربما تضطر الى استخدام أسلوب اللطف معه كونه يحبها فستدخل من هذا الباب .
نعم انها لفكرة تبدو خبيثه بل انها كذلك ولكنها مضطرة وبالنهايه لن تضره في شيء .
في صباح اليوم التالي تكبدت الشمس وسط السماء وهم كل يبحث عن طريق عمله اليوم وحسين بالعادة ... ذهب الى عمله باكرا يستجمع نشاطه ويتفقد أرضه وزرعه ودوابه .. وأخذ معه مزماره كان يعزف عليه كلما همّ برعي غنمه ..
وكان يختار وقت المساء حين تكون الشمس على وشك النوم وهي ناعسه ... ليدندن على مزماره بعض ما يختلج صدره ويحاول في كل   أعزوفه يقدمها أن يحبك قصه مختلفه عن سابقتها .. تلك هوايته المفضله ولدت معه وربما هي ما تغذيه دوماً نشاطاً نحو أجمل وقت يقضيه ..
كان يحب لو كانت تجلس بجانبه ملهمته شاديه التى لا تبالي بمشاعره وأحاسيسه وتنعته دوماً بـــــــــــ  قاسِ القلب.
17

ولكنه لا يرى في الأمر صعوبه فحبه بادي لها ولكن خطر في باله أنه لربما دوماً يظهر قسوته وهي تعلم أنه بالنهاية لا يريد سوى  رضاها فربما كانت تتدلل عليه .
وجاء في باله فكرتها تلك في أن تلتحق بالجامعه الأمر الذي يجعل الحزن والأسى والضيق يمتكه فهو وجد صعوبه في اقناعها لترك المدرسه وما تركتها كونها بالنهاية لن تستفيد شيئاً ولكن لربما شاديه لديها خطه مختلفه.
- حسين!   هيا النعود الى المنزل ...أحد أصدقائه يناديه.
هكذا وانقطع حبل أفكار حسين وغادر الى منزله منشغل البال حائر ماذا يفعل؟
في طريقه وجد شاديه تملأ جرة الماء وقد لاقت تعباً وجهداً في ذلك .
ويا لفرحته حين يجد في طريقه من تشغله وتشتت كيانه ماثله أمامه ثم همّ كأي رجل شرقي يريد حمل العناء عن أي فتاة عربيه فتلك شهامه بمفهونا  .. ومن باب  الذوق والأدب الرفيع ...ولكنها رفضت في البدايه فقال:
- وهو يحمل الجرة بقوة ...أغاضبه مني؟
- لا ...أجابته وهي لا تنظر اليه حتّى .
- أأزعجك وجودي ؟!
هو في هذه اللحظه يحاول لمس بعض الود لديها ولكنها لا تبادله وهو يشعر بذلك .
حتى أنه أعاد عليها السؤال مرتين وفي الثالثه همّ بكسر الجرة وقال بلطف شديد :
- ان شعرتِ ذات يوم أنني أضايقك فقولي لي ..سأقتل نفسي حتى ترتاحي.

الاثنين، 9 يوليو 2012

16

هذا الى جانب أن الباديه وأجوائها قليلاً ما تسمح لبعض فتياتها باستمرار التعليم خصوصاً في الجامعات المختلطه وما زال هذا المفهوم لديها مرفوض رغم حصول بعض الفتيات عليه ونجحن بجدارة .
ارتاح قليلاً حسين كون شاديه لم تعد غاضبه منه وكونها فتحت قلبها له ولو قليلاً بما تريد فعله مستقبلاً ورغم أنه يعلم أنه آخر حساباته الا أن الأمل لديه ما زال يتقّد ويتأهّب ليكون.
اجتمع المختار هذا المساء يتشاورون في الأمر وقد أجمع الغالبيه على تأجيل هذا الأمر..
غير أن المختار أجمع على أن هذا الدلال وتلك الحركات التى تفعلها شاديه هي لم تأتِ سوى للتمرد ..وحتى تكسر حدود عاداتنا وتقاليدنا وهو يشير طبعاً الى أمها ويقصدها بهذا الكلام كونها لا تنتمي الى الباديه فهي من مدن الحضر .
أخذ المختار أبا شاديه بعيداً عن الجميع يتحدث اليه في شأن ابنته وحاول أن ينبهه الى أن تنصاع لأوامر القبيله ..
اغتاظ أباها من هذا الكلام الجارح وهو يعي ما يقصده المختار .
وفي أجواء الصحراء تلك وبين تلك البحيرات الصغيرة وجد حسين متسعاً من الوقت ليستريح من عناء حراثة الأرض وزراعتها وأخذ يفكر في حاله ويعلم أن شاديه تحتاج الى الكثير من الوقت كي تشعر به أو تتعود على وجوده بجانبها .
15

أريد أنا وقتي لأجهز نفسي كعريس لشاديه .
وغادر سريعاً قبل أن يفقد شجاعته أمام  المختار اغتاظ المختار وشعر أن قراراته تلاقي حتفها في عرض الحائط.
وبرغم جهل حسين وعدك اكماله لتعليمه وتلك القسوة الباديه عليه وعلى ملامحه وكم تحدتّه شاديه فقد كان بالفعل لا يريد سوى سعادتها وراحتها ويحاول دوماً أن يتفهمها على أمل أن يجد يوماً رضا منها لشخصه .
قد تبدو هذه نقطه على شاديه استغلالها كونه يحبها الى هذه الدرجه يستطيع من خلاله تحقيق أحلامها وكما تغب وان هي خافت فبكل الاحوال فهي في حمايته.
ولكن حسين ضلّ باله مشغول الى أن التقاها هذا المساء وقد بدت وكأنها تحسنت نوعاً ما فقال:
- كما تريدين شاديه  فلن أضغط عليكِ ...ثم أكمل  قائلاً وهي ما زالت صامته ولا تنظراليه ..

-كنت فقط أشاكسكِ وأعاندكِ لم أكن أقصد أن أحملك على قرار كهذا...
نظرت ايه وبدا لها على غير عادته أنه أحن قليلاً من قبل..
-أتعني ما تقول؟
- نعم, وبكل تأكيد.
-وان قلتُ لك أني أريد أن أرتاد الجامعه  ؟
نظر اليها وبدت قسماته وكأنه يوشك على الفض ولكنه انتبه لوضعه فهو يوشك على أن يرضيها ..
- دعيكِ من هذا وانتبهي لصحتك .
- ولكنني مصّرة وأريدها ..
تأفق قليلاً -ليس وقته.
ثم غادر ولكن شادية لمحّت له قبل الجميع بأنها تريد أن ترتاد الجامعه وتكمل جامعتها ودراستها الأمر الذي اغتاظ له حسين كونه يشعر بأنها أعلى منه درجه بل درجات في العلم مما يزيد من احساسه بالنقص حين يكون بجانبها ..

السبت، 7 يوليو 2012

14

ولسان حالها تقول .. سأدعه يتحمل فوق طاقته حتى يمل مني ويتركني في حالي .
في المساء تحسنت صحة شاديه قليلاً ولكنها تفآجأت  من زيارة المختار لها شخصياً وبنفسه.
وكم تخافه كونه قاس القلب متحجّر لا يعترف بقرارات فرديه أو مشاعر انسانيه .
وبدلاً من أن يقوم بتهدئتها والتخفيف عنها قال :
- دلالك لن يجعلني أن أتراجع عن قرار  قمت أنا باصداره .
ثم نظر اليها نظرة جعلتها تهتز خائفه وغادر وكأنه بتلك الكلمات القيله الاذعه يحذرها وأكثر من مرة من أن تقوم بأي شيء يجعله يغضب فهذه عاداتنا وما تبينا عليه .
وكأن المختار يواجه صعوبه في أن يتقبل أمها كنّة له كونها لا تنتمي الى الباديه وكون ابنه تمرّد عليه يوماً .
فلن يجعل ابنته تقود نفس العمل أو الفعله لتتوالى سلاسل الأخطاء والتمردات .
ففضل لو يقوم ببتر ذلك الذي يهدد كيانه ومكانته بين القبيله فهذا ما يهم المختار .
ولكن حين علم حسين وعلى الرغم من قسوته وتعنته الا أنه وجد أن من حق شاديه أن تأخذ وقتها لتجهز نفسها كعروسه له .
الأمر الذي جعله يواجه المختار بشكل مباشر ليتراجع عن هذا القرار .ولكن المختار أوقفه قائلاً:
- أستترك لها الفرصه في أن تتحكم وفي تلك الأوقات  بقراراتك؟!!

وكأنه ينبهه بأنه يخطيء حين يظن أن شاديه مريضه بالفعل ويشير اليه أنها تدعي ذلك حتى لا ترتبط به أو تخضع لقوانين الباديه ..
غير أن حسين رغم أنه فهم ما كان يقصده المختار ولكنه بالفعل يريدها أن تسعد وأن تكون بكامل راحتها وهي تستقبل حياتها معه.
وقال بحزم وكأنه يتحدى المختار :
- ان هي وافقت فلن أوافق أنا.

13

وهكذا جزم المختار في هذا الأم وأصبح الوقت ليس في صالح شاديه ولا أباها ..
لم يكن أباها يعترض على حسين بقدر ما كان يعتض لما الاستعجال ؟!!
ولماذا هذا الاصرار الذي يشتت اي عاقل ليضعه في نقطه حرجه  بين الجنون الهذيان ..
غادر أباها ونادى على شاديه وبدا قاسياً عليها هذه المرة على غير عادته .
- شاديه ستجهزكِ أمك لاستقبا حياتك الجديدة غداً لا أريد اثارة ازعاج أكثر في هذا الأمر.
فهم يتهمونني  بأني أدللك فلا تعطيهم الفرصه..
ولكن شاديه وجدت من هذه الكلمات من القسوة ما كان كافياً ليفقدها توازنها فسقطت شاديه أرضاً مغشياً عليها حتى صرخ الجميع وبصوت واحد ..." شاديه!"

فقدت شادية الوعي من هول الصدمه ومن هذه القرارات السريعه المفاجئه الأمر الذي جعها لا تشعر بما حولها والتف حولها من كان بقربها وتم استدعاء الطبيب فحاول الطبيب أن يهدئ من روعهم وأضاف قائلاً:
- أنها تعرضت الى صدمه عصبيه حادّه.

حين علمت القبيله بذلك حاول الجميع زيارتها والتخفيف عنها ولكنهم ضلّوا في حية لماذا هي ليست سعيده فهذا لا يستدعي لأن تنهار الى هذه الدرجه.
وحين علم حسين أن شاديه مريضه وقد زارها الطبيب اليوم انزعج كثيراً تاركاً أشغاله متوجهاً اليها يريد ؤيتها ..غير أن شاديه حين علمت بمجيئه رفضت مقابلته وضلّ واقفاً على بابها ينتظر...ولكنها عنيدة لم تسمح له .

الثلاثاء، 3 يوليو 2012

   12

حاول حسين تهدئتها فقد بدت غاضبه جداً وبدرجه جنونيه وقال:
- كما وعدتك!
ولم يكمل حديثه حتى صرخت في وجهه ...
- لن أقبل ...  لن أقبل.

وتوجهت مسرعه الى خيمتها تتوارى بين أحضانها فكيف أن ينتشر خبر كهذا وهي ما زالت لا تفكر بالأمر الذي تجده باكراً لترتبط به .
حتى وجدتها أمها مغشياً عليها ..
- شاديه .. شاديه ..ما بالك ابنتي أجيبيني فصرخت أمها ونادت على احدى جاراتها يحاولن افاقتها حتى أفاقت ..
نظرتشاديه الى أمها وكالطفله ارتمت في أحضانها ..
- لماذا يا أمي  لماذا؟!
ففهمت أمها الأمر .. فحاولت أن تهدئها وقالت:
تحدثي اليّ أنا أسمعك ..
- يقولون أني غداً سأزّف عروساً لحسين!

وقع هذا الخبر على أمها كماء بارد انسكب بقوة عليها
- ماذا تقولين؟  ماهذا الهراء؟

غضبت أمها كثيراً واتصّلت بأباها وقالت:
- تعال الى البيت بسرعه!

تفآجأ أباها حين علم بهذا الخبر فقد قال المختار أن هذا الأمر قيد التفكير فكيف يكون فجأة قيد التنفيذ؟!!
الأمر الذي جعله يذهب في عجاله من أمره الى المختار غير أن المختار فآجأه بصحة الخبر وهم يقومون بالتجهيزات اللازمه ..
ولكنه لم يعجبه وعارضه حتى قاطعه المختار ..
- وماذا تنتظر ؟!
هذا أمر  انتهى الحديث فيه شاديه ستزف عروساً لحسين هيا عليك بتجهيز ابنتك وحاول ألا تثير المشاكل فقبيلتنا تشهد توازناً لن أقبل بالاخلال   به من أجل دلال ابنتك !
                                                 11

نظر الجميع الى بعضهم بعضاً حتى أصدر المختار أنه سيتم التفكي في الأمر..
يا لها من صاعقه قد تودي بكل طموح شاديه في عرض الحائط .
بدا على أباها ملامح الحزن والأسى ولكنه كتم الأمر كونه تفهم أن ابنته في قمة فرحها لدرجة أنها لن تتقبل قرار مفاجيء كهذا .
في صباح اليوم التالي ..  بدا الجو صافياً والناس بانشغالاتهم يتيهون ..
قامت شاديه بتصفيف شعرها وقد ارتدت أجمل أثوابها وخمارها المفضل رغم ما تشعر به من تعب وارهاق وحزن قررت أن تخبيء كل هذا الشعور بداخلها فهي تلك الودوده والتى تحافظ على ابتسامتها على وجهها وما ان خرجت من خيمتها وبيدها جرة الماء تريد أن تحضر الماء من تلك البحيرة التى تبعد مسافة أمتار عن خيمتها ..   وهي ترد الصباح على احداهن فردت عليها مبتسمه وفي عينيها بدا كلام  مبهم ..ولكن شادية لم تبالي ..
حتى مرّت بمجموعه من النساء كانت تحلبن البقرة فقالن بشيء من الخبث :
-عروستنا اليوم نشيطه وغداً ستكون عروسه لحسين !

يا للصاعقه ماذا يقلن؟ سقطت الجرّه من يدها من هول الصدمه وقالت:
- ماذا أسمع؟!
فاقتربت منها احداهن :
- المختار قرر أن يعقد قرانك غداً وتزفين عروسه الى خيمة زوجك !

غادرت شاديه مسرعه الى خيمتها وقد اغتاظت كثيراً ولكنها مسحت دموعها وعلى حين عجله منها ودون تفكير ذهبت لمقابله حسين ..وحين رآها فرح  كثيراً  ولم يصدق عيناه ولكنها لم تبدو بخير ...
- ماذا فعلت؟
- ماذا؟   قالها في دهشه ..
- أتنوي أن تقتلني ؟!