إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الأحد، 17 يونيو 2012

                   (2) 

سارعت  "شاديه"  تقول:
- يبدو أنكِ تريدينه ولكن النقود لديكِ  لا تكفي .
- صحيح ..يا ابنتي ولكن لا بأس.


ولكن " شاديه"  أصّرت على تلك السيدة أن تأخذ اللبن حتى لو كان بسعر زهيد كونها لمست لدى تلك السيدة أنها بالفعل تريده ..
شكرتها السيدة وقالت: 
- اعذريني .. ان استطعت المرة القادمة سأدفع  لكِ الباقي ..
ولكن شاديه لم يعجبها هذا وقالت:
- لا عليكِ سيدتي  فاعتبريه مني هديه .
ابتسمت لها السيدة ثم غادرت ..
وجاء المساء وقاربت الشمس  على المغيب وهمّ  الناس بالرحيل  ..
وحين رجعت الى بيتها سلمت على أهلها وقد باعت اليوم الكثير من اللبن ..
وأعطت ما حصلت عليه من نقود الى أبيها وقالت:
- يابا ...أرأيت اذا كان  أحدهم مهموماً ..ماذا ستفعل؟
- أحاول التخفيف عنه يا ابنتي ..
- واذا هو لم يُصدق صدق نواياك ؟!
- لا أبالي..  فالنيه مكانها  القلب.

تأوهت شاديه قليلاً ..  وبدا عليها القلق ثم سألها أباها ما سبب  هذه الأسئله ؟
فقامت تُحدثه عن تلك السيدة  المسكينه ..  ثم نظر اليها جيداً  وقال:
-  لا تغرك المظاهر  .. فربما هي لمست فيكِ بعض الطيبه ..

قبّلت يدا أبيها وذهبت الى غرفتها لتنام ولكن لم تغب صورة تلك السيده من بالها ..
من تكون ؟ وبدت من سيدات المدن .. ولماذا كل هذا القلق البادي على وجهها ؟؟

كانت تلك الخيمه في تلك البادية القاسيه وحرّها الذي لا يرحم رغم صغرها كانت لتكفي عائلتها الصغيرة ..


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق