إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الأربعاء، 19 سبتمبر 2012

46

  نتبهت شاديه  رغم تعبها الشديد الى أن كل من أباها  وأمها يحاولان تجنب بعضهما بعضا الأمر الذي ينم عن استحالة الحياة بينهما  هذا الى جانب الحديث الذي سمعته  وهي ذاهبة الى الحمام ولم يروق لها كثيراً  وكأنهما اتفقا على الانفصال  وهذا مالا تريده مطلقاً .

ولكن شادية هرعت الى غرفتها  كي لا يشعرا بوجودها خلف الباب  تسترق السمع عليهما الا أنها لا تخفي عن نفسها حقيقة أن أباها أحب أمها كثيراً  ولم يكن حب أمها  لأباها مساوياً  بل انها كثيراً ما تفكر بنفسها متناسية واجباتها تجاهه .

وجاء الصباح باكراً , أفاقت شاديه باكراً أيضاً تستعيد بعض النشاط ويبدو أنها فكرت كل الليل في حل  بعيد تماماً عن انفصال والديها  وقررت  أن تهتم بصحتها أكثر من ذلك   وتستعيد بعض نشاطها من جديد  , فخرجت  الى اشتمام  بعض الهواء النقي   تاركة خلفها  رساله كتبت فيها : لا تقلقا  والدي العزيزان  وجدتُ نفسي نشيطه وقد أفقت باكراً  ولا أريد ازعاجكما لن أتأخر عنكما كونا دوماً  معاً ولي  أحبكما.

وهكذا أخذت تتأمل  أجواء تلك المدينه اتى بدا كل من فيها منشغلاً  بين عمل ودراسه  اختفت  فيها جو العائلة الحميم  الذي يوصل  ويعوض كل غياب مع كل انشغال , متناسين  تلك الزوايا الجميله  التى تحتويها أجواء تلك المدينه وبالنظر الى أجواء الباديه تلك المدينه لا تضاهيها  جمالاً وروحاً مخمليه تعبيء الأجواء انتماء ووطنيه وطعم حب نادر  وكم تفتقد الى الباديه  رغم  متاعبها الكثيرة  فقد بدت وما زالت تحتفظ بشيء حقيقي لا يقبل التهاون والمساومه , فتلك الأجواء المفتوحه قد تنسي الفتاة خجلها لتتعدى الحدود حينها نضرب أخماس في أسداس  , غرقت شاديه بين أفكارها  وفجأة اشتمت رائحة  عطر رجولي قويه  لدرجة أفقدتها الزمان بالمكان وأغمضت عينيها  بقوة  ولم تكن كأي عطر عابر بل أنه غمرها بقوة وباشتياق شديدين .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق