53
ومضى هذا الغريب يعيش بين ضواحي الباديه استغرب مما فيها وانصدم ببعض ما فيها ولكنه أجزم أن في الباديه رحلة حقيقيه تستحق الاكتشاف وهي نموذج لطله شرقيه بلا منافس بلا منافس , واستمّرت صداقته مع حسين وأخذا يقصا قصص بعضهما ولكن حسين واجه صعوبه في أن يفضفض عما يختلج في نفسه فكم كان كتوماً ويحب أن تبقى همومه قابعه بين ضلوعه هكذا يبقيها بينه وبين نفسه الا أن تفهّم هذا الغريب له شجعه على أن يروي له عن قصته مع شاديه الأمر الذي وجد استغراباً نحو نفسه كونه لم يتخيل يوماً أن يتحدث عنها لغيره خصوصاً لو كان غريباً ولكنه لانه اطمئن له ولأنه يسكن نفس المدينه التى تسكنها غاليته شاديه كل هذا وذاك جعله يروي له وبكل بساطه عما يجعه منطوياً ويفكر وحيداً .
وكانت احدى دعابات هذا الغريب أن قال له : - انساها .
حينها بدا الغضب على حسين ولكنه أسرع الغريب قائلاً : - لن تنساها فأثار هذا فضول حسين وقال :
- يعجبني كم تفهمني .
- ربما لأنني مررت بنفس تلك التجربه .
- وبعد...
- هههه لا شيء .
- كيف ذلك ؟
- ببساطه لم تشعر بحبي لها فأحببت أن أعطيها درساً " كرامتي فوق كل شيء عزيزتي " وانتهت قصتي معها .
ظن حسين أن صمته أفضل ردة فعل لأنه يكاد أن يفتح جرحاً لدى هذا الغريب والذي بدا حزيناً فقال:
- ما رأيك لو نلتقط صوراً لماشيتي ؟
- هههه وأنت أيضاً تفهمني ... ولكنني أريد أن أسديك نصيحه .
- وما هي؟
- أشغل أوقاتك , فان عادت بقرار منها هي فهنيئاً لك وان لم تراجع نفسها فالتفت حيثُ لا تجدها صديقي!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق